كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



إسحاق! ما من عبد تفرغ لعبادة الله إلا كفاه الله مؤونة الدنيا.
قال كعب: فإن في كتاب الله المنزل: من جعل الهموم هما واحدا فجعله في طاعة الله كفاه الله ما همه وضمن السماوات والأرض فكان رزقه على الله وعمله لنفسه ومن فرق همومه فجعل في كل واد هما لم يبال الله في أيها هلك.
قلت: من التفرغ للعبادة السعي في السبب ولا سيما لمن له عيال.
قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إن أفضل ما أكل الرجل من كسب يمينه (1)).
أما من يعجز عن السبب لضعف أو لقلة حيلة فقد جعل الله له حظا في الزكاة.
ابن أبي عاصم: حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا أبي حدثنا خالد بن محمد الكندي- وهو والد أحمد بن خالد الوهبي- سمع أبا الزاهرية سمعت أبا ثعلبة يقول:
إني لأرجو ألا يخنقني الله كما أراكم تخنقون.
فبينا هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد فرأت بنته أن أباها قد مات فاستيقظت فزعة فنادت أمها: أين أبي.
قالت: في
__________
(1) أخرجه الطبراني في " الكبير " و" الأوسط " من حديث ابن عمر بلفظ " أفضل الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور " ورجاله ثقات كما قال الهيثمي في " المجمع " 4 / 61 وفي الباب عن رافع بن خديج عند أحمد 4 / 141 والحاكم 2 / 10 بلفظ: " أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور " وسنده حسن في الشواهد وعن عائشة عند النسائي 7 / 240 241 بلفظ: " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده من كسبه " وأخرجه الترمذي (1358) وابن ماجه (2137) وأبو داود (3528) وأخرج البخاري 4 / 259 من حديث المقدام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل عن عمل يده ".